ما إن بدأ عرض مسلسل حارة الشيخ مع انطلاق رمضان حتى انطلقت معه اعتراضات أهل جدة على تناول المسلسل للحياة في الحارة الجداوية القديمة، معتبرين أن المسلسل أساء لها وطالبوا بوقف عرضه، في حين يؤكد أبطال العمل على أنه دراما وليس تاريخا.

ورفعت الأسبوع الماضي مجموعة من أهالي جدة يمثلون «مركاز جداويون» الممثل من 350 أسرة خطابات شكوى إلى مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل وإلى محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد ورئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان يشكون فيها تشويه سمعة مدينة جدة وسكانها من خلال المسلسل الرمضاني حارة الشيخ الذي يعرض على قناة «إم بي سي»، وطالبوا باتخاذ اللازم ضده كون المسلسل لا يمت لتاريخ جدة وسكانها بأي صلة وهو قصة (حسب قولهم) من زمن المماليك في مصر وليس لها دخل بجدة.

وسكان جدة القدامى الذين التقتهم «مكة» في مقعد «الجداويين» بجدة التاريخية والذي يعقد يوميا ضمن فعاليات رمضانا كدا أبدوا غضبا شديدا من السرد المزيف لأحداث المسلسل.

تشويه للتاريخ

ويقول عصام أبوزنادة من أبناء أحد العوائل الجداوية وهو مؤرخ أيضا: للأسف الشديد مسلسل حارة الشيخ لا يمت لجدة بأي صلة وشوه سمعة المدينة وأهلها وهناك أخطاء فادحة في اللهجة والألفاظ واللبس والتصرفات، إضافة إلى تصوير نسائنا بشكل سافر وخاطئ، ناهيك عن الجانب الأخلاقي، فجدة تتميز بالتسامح وهي ميناء الحجاج وملتقى الغرباء.

عهد المماليك

ومن جانبه أفاد المؤرخ الجداوي أحمد باذيب بأن الدراما القصصية تختلف عن التوثيق وهو ما التبس على المؤلف الذي أخذ قصة من عهد المماليك في مصر على أنها من تاريخ جدة، وهناك 6 أفلام في السينما المصرية تثبت ذلك، وأن كل ما في المسلسل ليس له علاقة بتاريخ جدة التي كانت في تلك الفترة مدينة الأولياء الذين كانوا يحكمونها وكان بها 100 زاوية لهم.

وكيف بأهل جدة أن تحكمهم النساء في المنازل، نساء جدة عبر التاريخ عرفن بأدبهن وطاعتهن لأزواجهن، وجدة لم يحكمها عبر التاريخ أولاد البقشة وهم الذين يربطون على أجسامهم قطعا من القماش، ولم تعرف جدة بأسلوب العنترية والثأر، مجتمع جدة مجتمع أخوي متسامح.

حكاية شعبية

وفي المقابل قال أحد أبطال المسلسل الممثل خالد الحربي إن حارة الشيخ «حكاية شعبية فانتازية، جاءت ضمن السياق التخيلي الدرامي، وإن العمل يدمج بين التاريخ والفانتازيا في قالب اجتماعي مستمد من وثائق تؤكد الواقع القديم».

وبين أن «الفترة التاريخية التي تدور فيها الأحداث تعود إلى 250 سنة، ومؤلف المسلسل أوضح مرات عدة أنه استند إلى مراجع ووثائق تؤكد تفاصيل الحياة العامة والمفاهيم والسلوكيات، كما ظهرت في الحلقات».

من جانبه شدد الممثل فهد غزولي «الطبيب أبونوار» على أن المعترضين تسرعوا في حكمهم على المسلسل، وأن الفترة التي يتناولها ليست الفترة الحاضرة في الأذهان والثقافة المروية من قبل الآباء، وهناك فارق بين الدراما والتاريخ.